صاحب الغبطة يوسف

اجتماع رؤساء الكنائس الكاثوليكيَّة في سوريا

١٦ ٤ ٢٠١٣



محضر اجتماع رؤساء الكنائس الكاثوليكيَّة في سوريا
بطريركيَّة الرُّوم الملكيين الكاثوليك
دمشق 16/4/2013

افتتح غبطة البطريرك غريغوريوس الثَّالث الاجتماع بالصَّلاة الخاصَّة بزمن الفصح المجيد، بمشاركة سعادة السَّفير البابوي بدمشق المونسنيور ماريو زيناري، وسيادة النائب البطريركي العام المطران جوزيف العبسي، وسيادة المطران جوزيف أرناؤوطي للأرمن الكاثوليك، وسيادة المطران سمير نصَّار للموارنة، وسيادة المطران بولس برخش ميتروبوليت حوران وجبل العرب للرُّوم الكاثوليك، وحضرة الأب ريمون جرجس الفرنسيسكاني للكنيسة اللاتينيَّة. وغاب سيادة المطران غريغوريوس طبي للسريان الكاثوليك بداعي السَّفر. واعتذر باقي الأساقفة من باقي المحافظات بسبب الوضع الأمني وصعوبة المواصلات. وقد تسلَّم أمانة السرّ لهذا الاجتماع حضرة الأب مكاريوس قلُّومة سكرتير صاحب الغبطة بتكليفٍ من غبطته.

ثمَّ ألقى غبطته كلمة الافتتاح جاء فيها: 

نعمة الروح جمعتنا...
المسيح القائم جمعنا... يدخل والأبواب مغلقة لكن قلوبنا مفتوحة.
أهلاً بكم... نأسف لعدم حضور إخوتنا بسبب الظروف.
اجتماعنا هو لنواكب كما كلّ يوم معاناة مواطنينا ودرب صليب بلدنا.
اليوم عيد الجلاء: تحيَّة لبلدنا... الله كفيلٌ أن يجلو الآلام والمعاناة، ويبدِّد عواصف القتل والإرهاب عن سوريا... ويُعطي بلدنا الحبيب أن يبقى بلداً مستقلاً عصيًّا أمام كلِّ التحدِّيات، نموذجًا للعيش المشترك والواحد. الجلاء اليوم هو وحدتنا وصمودنا وتضحياتنا معًا.
البرنامج أمامكم وهو قابل للتعديل والزيادة.
لا قرارات اليوم لعدم اكتمال النِّصاب.
كالعادة ستكون جلسة مع باقي الكنائس وسيُشرِّفنا غبطة البطريرك يوحنَّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرُّوم الأرثوذكس.

نرحِّب بسيادة السَّفير البابوي ونشكره على مواقفه
نشكر قداسة البابا بندكتوس لموقفه من سورية، وقد وضعتُ في ملحق رسالة الفصح مداخلاته حول سورية (ملحق رسالة الفصح 2013).
ونُحيِّي قداسة البابا الجديد فرنسيس (رسالة الجمعة). وقد أرسلتُ لقداسته رسالة يوم الجمعة العظيمة (نصَّها في الملف). ونشكر كلمته الجميلة حيث دعا سورية الحبيبة... ودعى إلى الحلّ السلمي والسريع.
تحيَّة لسيادة المطران جوزيف نازارو (قُبِلَت استقالته).

ثمَّ استعرض غبطته مع أعضاء المجلس برنامج الاجتماع وترجم الحديث بشكلٍ فوريّ إلى اللُّغة الفرنسيَّة، إكرامًا لسعادة السَّفير البابوي.

ثمَّ تحدَّث سعادة السَّفير عن استقالة سيادة المطران جوزيف نازارو بسبب بلوغه السن القانونيَّة، وعيَّن قداسة البابا، الأب جورج أبو خازن الفرنسيسكاني النيابة الرَّسوليَّة للكنيسة اللاتينيَّة في حلب، بصفة مدبِّرًا رسوليًا، بانتظار المطران الجديد. ورحَّب الآباء بسيادة المطران عبدو عربش مطران أبرشيَّة حمص وحماه ويبرود وتوابعها للرُّوم الكاثوليك، الجديد. وقد وجَّه أعضاء المجلس رسائل شكر وتهنئة للمذكورين.

وتحدَّث سيادته أيضًا عن موقف قداسة البابا فرنسيس من الأحداث في سوريا، مع الأمين العام بان كي مون، ووضع المسيحيين في سوريا والشرق الأوسط. والثورات في الوطن العربي، والعالم كلّه. وشدَّد على أهميَّة كاريتاس سوريا في الوضع الرَّاهن.

وختم قائلاً: إنَّنا نعيش سنة الإيمان بالاضطهاد والألم وتعزية الله.
وتدارس الآباء كيفيَّة متابعة التضامن والتعاون مع الفئات هنا وهناك محلّيًّا وإقليميًّا وعالميَّا لإيجاد حلّ في سوريا.

وتحدَّث الآباء عن الوضع في حلب عن قطع الكهرباء والإنترنت والوضع الأمني المتردِّي.

رفع الآباء توصية بأن يُقدَّم مشروع إطلاق فكرة عيد الفصح في تاريخ ثابت (9-21 نيسان)، إلى الاجتماع المشترك والذي سيُقام في لبنان ويضمّ أعضاء مجلس كنائس الشرق الأوسط وأعضاء مجلس الكنائس العالمي (21_25 أيَّار 2013).

كما تمنَّى الآباء انتخاب لجنة ومسؤول عن الدَّعوات في أقرب وقتٍ ممكن.
بالنسبة للاحتفال بيوم الإيمان توافق الآباء على الاحتفال المشترك بيوم الإيمان حسب برنامج سيحدَّد لاحقًا. وذلك بين الأيام (12-16 أيار 2013).
واستعرض الآباء ملف فكرة تأسيس مجلس كنائس سوريا، ولاقت الفكرة استحسان الحاضرين. وقد ذكر غبطته بأنَّ غبطة البطريرك زكَّا الأوَّل عيواص موافق على فكرة التأسيس.

وذكر غبطته بأنَّ وفدًا من حاملي جائزة نوبل للسَّلام سيقوم بزيارة سوريا بين 2_6 أيَّار.

وسيحدَّد التاريخ للقائه.

ثمَّ حضر السيِّد باسكال كاتب، المدير التنفيذي لكاريتاس سوريا. فعرض دور المؤسَّسة على أرض الواقع في سوريا، وخاصَّةً في هذه الأزمة التي تمرُّ بها في الوضع الرَّاهن.

بعد الاجتماع انتقل الآباء برفقة صاحب الغبطة إلى صالون البطريركيَّة لأخذ استراحةٍ قصيرة واستقبال باقي رؤساء كنائس الطوائف الأرثوذكسيَّة. في حين اعتذر غبطة البطريرك يوحنَّا العاشر اليازجي بطريرك الرُّوم الأرثوذكس. وقدم سيادة المطران ديونيسيوس جان قوَّاق المدبِّر البطريركي للسريان الأرثوذكس يرافقه المطران بولس السُّوقي للسريان الأرثوذكس، موفدين من قبل قداسة البطريرك زكا عيواص، المتواجد في لبنان، وسيادة المطران أرماش نلبنديان للأرمن الأرثوذكس. وتناقش الحاضرون في الأزمة الراهنة الحاصلة في سوريا وسبل مساعدة النازحين وهم يتعرَّضون للتهجير والقتلٍ والإرهابٍ والسرقة وتهديم الكنائس.

كما اقترح سيادة المطران جان قوَّاق بالنسبة لتأسيس مجلس كنائس سوريا عقد اجتماع تمهيديّ في وقتٍ لاحق بحضور البطاركة والأساقفة جميعًا وأخذ موافقة مبدئيَّة للمشروع.

كما طرح سيادته موضوع المساعدات، والتي تتمّ بشكلٍ فردي في أغلب الأحيان. ودعا إلى العمل لتنفيذها بشكلٍ جماعيّ. وتوجيه طلبات مساعدة إلى الخارج باسم جميع الكنائس في سوريا.

واقترح سيادة المطران جوزيف أرناؤوطي عقد اجتماع عاجل لكلِّ كنائس الشرق الأوسط، في ضوء الأحداث والثورات التي طالت كلّ البلدان في المنطقة.

فبادر غبطة البطريرك غريغوريوس الثَّالث بالقول بأنَّه سيرفع اقتراحًا باسم مجلس الكنائس الكاثوليكيَّة في سوريا إلى مجلس كنائس الشرق الأوسط بهذا الخصوص. كما نوَّه غبطته بأنَّه سيعدُّ برنامجًا مع سيادة المطران جوزيف العبسي فيما يخصُّ يوم الإيمان ويوزِّعه على الحاضرين في وقتٍ لاحق.

كما استعرض سيادة المطران أرماش نلبنديان واقع الأرمن في دمشق وحلب وباقي المحافظات وبأنَّ هناك مشاكل يتعرَّض لها الأرمن في حلب، وهجوم على كنائسهم وحاراتهم وبيوتهم، وقد حدثت هجرةٌ محدودة لبعضهم.

وذكر سيادته بأنَّ 8 _ 10 آلاف أرمني سوري موجودون في أرمينيا بحسب إحصاءات الحكومة الأرمنيَّة. والجنسيَّة الأرمنيَّة اليوم تُمنَح بمجرَّد تقديم طلب إلى الحكومة الأرمنيَّة للسوريين من أصلٍ أرمنيّ، دون الحاجة إلى السَّفر إلى أرمينيا.
كما أنَّها تأتي مساعداتٌ من كلّ الأبرشيَّات الأرمنيَّة في العالم كلِّه.

وقد قامت الكنيسة الأرمنيَّة في سوريا بتقسيم دمشق مثلاً إلى عدَّة نقاط بحسب تواجد العائلات الأرمنيَّة، ومساعدتها بشكلٍ سريع وواضح إذا ما حدث عملٌ إرهابيّ أو خطر ما.

وشدَّد الحاضرون على ضرورة الاستعداد لمراحل إعادة بناء الكنائس والمؤسَّسات الكنسيَّة التي تضرَّرت أو تهدَّمت، ومساعدة رعايانا في العودة إلى قراهم وبناء بيوتهم. لا نعرف متى سيكون ذلك، ولكن لا بدَّ من التفكير بالموضوع.

وشدَّد المجتمعون على دعم وتشجيع تحقيق إصلاحات اجتماعيَّة واقتصاديَّة وإداريَّة وسياسيَّة وثقافيَّة، تحتاج إليها سورية لأجل صيانة حقوق الجميع في الحريَّة والكرامة والمساواة والمواطنة والعيش المشترك.

وناشد المجتمعون المسؤولين والحكّام والملوك في العالم العربي، وفي العالم أجمع، داعين إياهم لكي يعملوا معًا لأجل حلّ الأزمة السوريَّة في أقرب وقتٍ ممكن، فقد طفح الكيل. وعظمت معاناة الناس وآلامهم، رجالاً ونساءً وشيوخًا وطلابًا وجامعيين وأطفالاً... كلّهم أصبحوا فريسة العنف والإرهاب والقتال والخطف والتعذيب والتشريد... وقد أصبح ذلك خبزهم اليومي المرّ!

ودعا المجتمعون أبناء وبنات رعاياهم إلى رفع الصلوات والأدعية في البيوت وفي الكنائس لأجل جميع المواطنين، لكي تسود المحبَّة والألفة والمودَّة والتعاون والتضامن والحوار والمصالحة فيما بينهم. ومعًا نبني سورية المتجدِّدة، سورية الحضارة، سورية بلد العيش المشترك والإخاء والازدهار والحريَّة والكرامة.

في نهاية الاجتماع شكر غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث الآباء على حضورهم ومشاركتهم، وتمنَّى أن تستمر مثل هذه الاجتماعات وتتكثَّف لخير بلدنا الحبيب سوريا ومؤمنينا.

وختم غبطته اللِّقاء بالنشيد الوطني الكنسي: "خلِّص يا رب شعبك، وبارك ميراثك. مانحًا العالم السلام، ومانحًا سورية السلام. واحفظ بصليبك رعيَّتك"
والتقط الحاضرون صورةً تذكاريَّة.

بعد الاجتماع تناول الجميع طعام الأُخوَّة والمحبَّة والتضامن، على مائدة بطريركيَّة الروم الكاثوليك. وتواعدوا على متابعة التواصل لأجل خدمة النازحين، ولأجل العمل المشترك، ولأجل المصالحة والحوار والحلّ السلمي والأمن والأمان والاستقرار في سورية الحبيبة.

 

الأب مكاريوس قلُّومة
     مسجِّل المحضر