صاحب الغبطة يوسف

غريغوريوس الثالث يستقبل ممثلي الاتحاد الأوروبي

٢٠ ٩ ٢٠١٢

 
 


 
البطريرك لحّام استقبل سفراء دول أجنبّة
وبحث معهم تطورات الأحداث في المنطقة

 
صدر عن الديوان البطريركي البيان التالي:

تابع البطريرك غريغوريوس الثالث لحام جهوده من أجل إيصال فكرة أهميّة خدمة المصالحة، في سبيل التغلّب على تعقيدات الأزمة السوريّة وتطوراتها القاتلة وأحداثها المدمّرة وتدعياتها الخطرة على المنطقة.

وسبق لغبطته أن أرسل إلى قداسة البابا بندكتوس السادس عشر وإلى رؤساء الدول العربيّة والغربيّة وإلى الكنائس والمؤسسات المسيحيّة، أورثوذوكسيّة وبروتستانتية والمنظمات الدوليّة، كذلك إلى الشخصيات العالميّة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وثيقة "المصالحة" التي لاقت صدى إيجابيا واسعا في المحافل الدوليّة، حيث أن عبارة "المصالحة" كان لها حيّز واسع وحضور دائم في خطابات قداسة البابا، ما شجّع البطريرك لحام على العمل لتثمير فكرة المصالحة والدفع بها من أجل خلق ضؤ أمل في نفق الأزمة السوريّة، والحد من المأساة الكبيرة والمتمادية التي يعيشها الناس، والسعي إلى إعداة بثّ الثقة في النفوس والتشجيع على بناء السلام وإقامة جسور الحوار والتلاقي بين الشعوب ومكوّنات البلد، "لأن المسيح أتى ليجمع أبناء الله المتفرّقين إلى واحد" (يوحنا 11: 52).

وكان غبطته وجد في الإرشاد الرسولي وفي الكلمات والخطب المتبادلة في أثناء زيارة قداسة البابا إلى لبنان بين 14 و16 أيلول 2012، برنامج عمل واقعي ومتماسك لربيع عربي حقيقي، ينطلق من لبنان إلى المجتمعات العربيّة وإلى العالم باسره.

وتقويما للزيارة التي قام بها قداسة البابا إلى لبنان، كرّر غبطته شكر فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان على الجهود الكبيرة التي قام بها لإنجاح هذه الزيارة الإستثنائيّة، وتمنّى على فخامته أن يصار إلى جمع الخطب والكلمات التي ألقيت في خلال المحطّات الرئيسة التي تضمّنها برنامج الزيارة، على السفارات والبعثات الدبلوماسية في الدول العربيّة والأجنبيّة، نظرا لأهميّة المواقف التي تضمّنتها، مما يجعلها وثيقة تاريخيّة في الحوار والتلاقي والانفتاح الحضاري والديني بين الشعوب. ورأى غبطته أن الإرشاد الرسولي الذي تمّ توقيعه في كاتدرائيّة القديس بولس في حريصا هو إكرام خاص لكنيسة الروم الكاثوليك، سيكون له صدى إيجابي في لبنان ومصر وسوريا والعراق، والأردن، والأراضي المقدّسة والسودان ودولة الإمارات ودول الخليج، نظرا لتركيز الإرشاد على قيم الإنسان والسلوكيّات السلاميّة والإنفتاح الإيماني والدعوة إلى المصالحة الإنسانيّة التي هي الركيزة الأساس للمصالحة والابتعاد عن النزاعات والخلافات العنفيّة.

وفي هذا الإطار وتفعيلا للنداءات والرسائل التي سبق أن وجّهها غبطته إلى الملوك والرؤساء من أجل السلام في الشرق الأوسط، إلتقى غبطته مساء اليوم في المقر البطريركي في الربوة سفراء وممثّلي الدول:فرنسا، ألمانيا، كندا، النمسا، اليونان، بلجيكا، بولونيا وتشيكيا، حيث تمّ التداول معهم في أحداث المنطقة وآخر التطورات فيها، وكيفيّة العمل لشرح وإنجاح نداء المصالحة من أجل سورية، الذي أطلقه غبطته والذي تركّز على ضرورة وقف العنف وخدمة المصالحة، لأنها من صميم تعليم السيد المسيح في الإنجيل المقدّس، ولأن دور كنيسة سوريا والمسيحيين هو هذه الخدمة المقدّسة، أي العمل لأجل المصالحة والتي ستكون خير ضمان لمستقبل المسيحيين في سوريا، وبذلك يعيش المسيحيّون وصيّة السيد المسيح "طوبى لفاعلي السلام فإنّهم أبناء الله يُدعَون". وفي هذا السياق تبادل غبطته الآراء مع السفراء وممثّلي الدول حول تقييمهم للوضع ونظرتهم المستقبليّة للحالة في الشرق الأوسط وكيفيّة العمل من أجل إحلال السلام في المنطقة، ومن ركائزه الأساسيّة حلّ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يعنّف المنطقة على مدى 64 سنة وتسبّب في حروبها وأزماتها كما صرّح غبطته أمام قداسة البابا في حريصا.

 

 

                                                                الأب أنطوان ديب
                                                                رئيس الديوان البطريركي