صاحب الغبطة يوسف

الاحداث التي اصابت قرية صدد بقلم مطران حمص وحماة وتوابعهما للسريان الارثوذكس

٢٩ ١٠ ٢٠١٣


اخوتي

سلام الرب يكون معكم :
اقدم لكم لمحة عن الاحداث التي اصابت  قرية صدد خلال اسبوع من احتلالها من المسلحين والإرهابيين بمختلف اشكالهم وابتدأها بمقدمة موجزة تعريف بالبلدة :

1- صدد بلدة ارامية سريانية  تبعد عن مدينة دمشق 160 كم وعن مدينة  حمص 70 كم . يقدر عدد سكانها حاليا  15000 الف نسمة  انتشر سكان البلدة في مختلف محافظات القطر مثل  دمشق وحمص وحلب والرقة واستقروا هناك بسبب ظروف عملهم ومستقبل اولادهم والبعض منهم  الى اوربا وأميركا الشمالية خلال منتصف القرن الثاني وبعد  ويقدر عددهم بحوالي 800 عائلة وأحوالهم المالية مقبولة.

2-عدد الكنائس في صدد  14 كنيسة ودير وفيها اربع كهنة وخمس صالات للحفلات والنشاطات الاجتماعية.

3- اغلب سكان صدد من الطبقة الجيدة والوسطي يعتمدون على العمل لدى دوائر الحكومة موظفين او في القطاع الخاص والأعمال الحرة والمهن اليدوية , وشعبها  مثقف  محب ومسالم.

4- يعيش في وسط الصحراء والظروف الجوية القاسية لا يوجد مطر فيها  ويعتمدون في معيشتهم على الوظيفة والأعمال الحرة المتفرقة.

5-  بسبب الاحداث الاليمة التي عصفت بأغلب محافظات القطر وخاصة بحمص وحلب هرب اهالي صدد من المناطق الساخنة بعد ان دخل المسلحين الى بيوتهم وسرقت ممتلكاتهم وهدمت منازلهم وسرقت سيارتهم ولم يستطيعوا ان يأخذوا معهم إلا القليل وهربوا الى صدد باعتبارها بلدة امنة وعدد العائلات التي هاجرت من هذه المحافظات وغيرها الى صدد 600 عائلة.

6- دخل المسلحين والإرهابيون بمختلف اشكالهم الى صدد فجر يوم الاثنين  بتاريخ ٢١-10-٢٠١٣ واحتلوها لمدة اسبوع وانهزموا بتاريخ ٢٨-١0-٢٠١٣. على اثر هذا هاجر من صدد 2500 عائلة من صدد الى الاماكن الامنة في دمشق وحمص خاصة فيروزة وزيدل ومسكنة والفحيلة. هرب اهالي صدد من بلدتهم بثيابهم التي يلبسونها فقط وبعض ما تبقى معهم من املاك واثناء هربوهم تعرضوا للعصابات المسلحة وتحت التهديد سرقوا اموالهم ومصاغهم الذهبي وكل ما يحملون معهم . .وبقي من العائلات المحاصرة  في المنطقة التي احتلها المسلحين   1500حوالي  عائلة استغلوهم دروع بشرية منهم الاطفال والنساء والشيوخ والعجز والمرضى حاول منهم الهروب من صدد الى الحفر سيرا على الاقدام مسافة 8 كم بعد كل التعب النفسي والجسدي الذي عانوا منه طوال فترة الحصار.

7- خلال فترة الحصار وعلى اثر تبادل اطلاق النار ما بين الاطراف هدمت بعض البيوت فوق اصحابها ومات منهم اربعة عائلات وقتل المسلحين عدد من ابناء صدد المحاصرين بطرق بشعة متنوعة منهم بالرصاص والخنق والإعدام و استشهدا خلال هذه الازمة / 45 / شهيد من المدنيين ونساء ورجال وشباب .وفقدنا عشرة اشخاص لا نعرف مكان وجودهم او الجهة التي خطفتهم وعلى اثر الاشتباكات تعرض 30 شخص تقريبا لإصابات متنوعة في اجسادهم.

8 - نتائج هذه الازمة من احتلال صدد سرقت كل بيوتها  ونهبت ممتلكاتهم وسياراتهم وأموالهم وكافة الادوات الكهربائية والالكترونية والمحلات التجارية وسرقت كافة الادوات في مباني الدولة المستشفى والبريد والهاتف والمدارس والمؤسسات الاخرى وكذلك سرقت الكنائس والصالات والمطرانية وبعض الكتب وبعض الاواني الكنسية  وكتبوا عبارات بذيئة ومهينة للدين المسيحي وشعائر تسيء للمسيحية وهناك قصص كثيرة وأحداث تمت مع اولادنا مؤلمة اثناء حديث المسلحين معهم من مسبات على الدين المسيحي وإهانات للصلبان والأيقونات وتكفيرهم لنا.

9-اثار هذه الاحداث ادت الى  دمار كل مباني الحكومة المدارس والبلدية ومركز الهاتف والبريد والمستشفى والمستوصف والمالية والزراعية  وحوالي 370 بيت منهم 80 بيت لا يصلح للسكن ابدا بسبب دماره بالكامل .
14 - دخل المسلحين الى صدد قادمين عن طريق قرية الحفر التي تبعد 8 كم جنوب صدد قادمين من منطقة القلمون واستقروا في الحفر وعلى اثر هذا هاجروا اهالي الحفر الى خارج البلدة تاركين بلدتهم التي تعرضت لسرقة اربعة سيارات منها ودمار اربعة بيوت منهم بالكامل . وقرية الحفر بلدة مسيحية بالكامل يقدر عدد العائلات فيها 500 عائلة.


    صباح يوم الاثنين  28 -10- 2013 انسحب المسلحين من قرية صدد باتجاه القلمون ودخل الجيش العربي السوري وتفقد البلدة لئلا يكون فيها الغام وعبوات ناسفة وتم تطيهرها ومن ثم دعوة الاهالي اليها فحثينا ابناء صدد على العودة واستجاب الناس وعاد منهم نسبة 70 بالمئة وتفقدوا بيوتهم وجمعنا ما فيها من جثث ودفنا في اليوم الاول 20 جثة وقامت العائلات بتنظيف بيوتها واعادة  تاهيل ما يمكن ليستقروا ، لا نستطيع القول انهم امنيين بشكل نهائي فالخوف كبير لدينا من عودتهم الى صدد .وتقدر الاضرار المادية في صدد نحو 65 بالمئة وتحاول الدولة جاهدة حاليا باعادة اصلاح شبكة الكهرباء والهاتف والماء وتاهيل المباني الهامة خاصة والمشفى والمدارس التي لا  يمكن اعادة فتحها حاليا ما لم تستقر العائلات والوضع الامني في صدد وهذا ادى الى دمار مستقبل اولادنا الدراسي لهذا العام

    هذه الاحداث التي مرت على صدد اعتبرها اكبر مجزرة في سورية على المسيحيين وهي الثانية في الشرق الاوسط بعد تفجير وقتل المؤمنين في كنيسة سيدة النجاة في العراق وبنفس التاريخ والشهر من عام 2010 تقريبا ونسأل هل خرج الارهابيون نهائيا ام هناك عودة لمجازر اخرى .... تم حجز 3000 شخص رهائن  بشرية  .... واستشهاد اربعون شهيدا ..... وتهجير 8000 شخص ووو ......

    ووجهنا صراخ ونداء الى العالم ولم يسمعنا إلا القلة التي تعاونت ووقفت الى جانبنا .....فأين الضمير المسيحي ... اين الضمير السرياني ..... اين الضمير الانساني ..... اين اخوتي من مطارنة وكهنة وأصدقاء ...... اين وأين وليس من مستجيب  ... إلا البعض منهم ... ففي الحلق غصة وفي القلب حرقة على كل مع حدث في ابرشيتي وشعبها المتألم المسكين الذي ما ان هرب الى صدد  حتى خرج منها فارغ اليدين ......وبعد هذا كله الى اين لا اعرف ...

صلوا لأجلنا ..

 

29-10 -2013

                                                                      سلوانس بطرس النعمة
مطران حمص وحماة وتوابعهما
للسريان الارثوذكس